السلام عليكم

تشقق الأرض الفلاحية (التربة الزراعية) هو مشكلة شائعة، خاصة في التربة الطينية التي تميل إلى الانكماش والتمدد مع تغير محتوى الرطوبة. هذه التشققات يمكن أن تؤثر سلباً على نمو النباتات وإنتاجية المحاصيل. إليك كيفية معالجتها والوقاية منها:

أسباب تشقق التربة:

* نوع التربة: التربة الطينية هي الأكثر عرضة للتشقق بسبب احتوائها على نسبة عالية من معادن الطين التي تمتص الماء وتنتفخ، ثم تنكمش عند الجفاف.

* الجفاف الشديد: نقص الماء في التربة يؤدي إلى تبخر الرطوبة وانكماش حبيبات التربة، مما يسبب ظهور التشققات.

* الري غير المنتظم أو المفرط: قد يؤدي الري بكميات كبيرة تتبعها فترات جفاف طويلة إلى تفاقم مشكلة التشقق.

* نقص المواد العضوية: المواد العضوية تحسن بنية التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالماء، ونقصها يجعل التربة أكثر عرضة للتشقق.

* الضغط الميكانيكي: مرور الآلات الثقيلة على التربة يمكن أن يؤدي إلى انضغاطها، مما يقلل من مساميتها ويزيد من عرضتها للتشقق.

* التعرية: تآكل التربة بفعل الرياح أو الماء يمكن أن يساهم في فقدان الطبقة السطحية وتدهور بنية التربة.

طرق معالجة تشقق الأرض الفلاحية والوقاية منها:

* تحسين بنية التربة:

* إضافة المواد العضوية: يعتبر السماد العضوي (الكمبوست)، والمخلفات النباتية، والسماد الحيواني من أهم محسنات التربة. تعمل هذه المواد على تحسين قوام التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والمغذيات، كما تشجع على انتشار الكائنات الحية الدقيقة المفيدة.

* زراعة الأسمدة الخضراء: زراعة محاصيل معينة (مثل البرسيم أو الشوفان) ثم دمجها في التربة قبل نضجها، يساعد على إضافة المواد العضوية وتحسين بنية التربة.

* استخدام محسنات التربة: هناك بعض المحسنات الكيميائية أو المعدنية مثل الجبس (كبريتات الكالسيوم) الذي يساعد على تحسين بنية التربة الطينية وتقليل ميلها للتشقق، خاصة إذا كانت التربة تحتوي على مستويات عالية من الصوديوم.

* إدارة الري الفعالة:

* الري العميق وغير المتكرر: بدلاً من الري المتكرر بكميات قليلة، يفضل الري بعمق وعلى فترات متباعدة لتشجيع الجذور على النمو عميقاً في التربة والحفاظ على مستويات رطوبة متساوية.

* استخدام طرق ري حديثة: مثل الري بالتنقيط أو الرش، والتي توفر الماء بشكل أكثر كفاءة وتقلل من التغيرات المفاجئة في رطوبة التربة.

* الري في الصباح الباكر: لتقليل فقدان الماء بالتبخر.

* الحرث الجيد والتهوية:

* الحرث المناسب: يساعد الحرث (الفلاحة) على تفتيت التربة وتهويتها، مما يقلل من الانضغاط ويحسن من قدرة التربة على امتصاص الماء.

* تغيير عمق الحرث: لتجنب تكون طبقة صلبة تحت سطح التربة.

* تجنب الحرث الزائد: الحرث المفرط يمكن أن يدمر بنية التربة ويجعلها أكثر عرضة للانضغاط والتشقق.

* استخدام أدوات مناسبة: مثل شوكة الحديقة أو المجرفة اليدوية للمناطق الصغيرة، أو آلات تفكيك التربة (soil crackers) للمناطق الأكبر التي تعمل على تفتيت التربة عمودياً دون قلبها، مما يحافظ على الطبقات السطحية الغنية بالمواد العضوية.

* تغطية التربة (المهاد – Mulching):

* وضع طبقة من المواد العضوية (مثل القش، نشارة الخشب، الأوراق الجافة) على سطح التربة يساعد على:

* تقليل تبخر الماء من التربة والحفاظ على رطوبتها.

* تعديل درجة حرارة التربة.

* إضافة مواد عضوية للتربة بمرور الوقت.

* تقليل نمو الأعشاب الضارة.

* زراعة المحاصيل المناسبة والغطاء النباتي:

* زراعة النباتات ذات الجذور العميقة تساعد على تحسين بنية التربة وتماسكها.

* الحفاظ على غطاء نباتي كثيف قدر الإمكان يقلل من تعرض التربة المباشر للشمس والرياح، مما يقلل من فقدان الرطوبة والتشقق.

* الزراعة البينية أو زراعة محاصيل الغطاء (cover crops) بعد الحصاد يمكن أن تساهم في تثبيت التربة وإضافة المواد العضوية.

* اختبار التربة:

* إجراء تحليل للتربة يساعد على تحديد خصائصها (مثل درجة الحموضة، نسبة الطين، مستوى المغذيات) وتحديد المشاكل المحددة التي قد تساهم في التشقق، مما يسمح باتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة (مثل تعديل درجة الحموضة بإضافة الجير أو الكبريت).

للتشققات الموجودة حالياً:

* ترطيب التربة حول الشقوق بلطف.

* خلط كميات متساوية من التربة السطحية والكمبوست.

* ملء الشقوق بهذا الخليط والضغط عليه برفق لضمان التلامس الجيد مع التربة الموجودة.

* ري المنطقة المملوءة جيداً.

باتباع هذه الإجراءات، يمكن للمزارعين تقليل مشكلة تشقق الأرض الفلاحية بشكل كبير، مما يؤدي إلى تحسين صحة التربة وزيادة الإنتاجية الزراعية.